تامر عبد الحميد (أبوظبي)

«جوع» 2008، و«عار» 2011، و«12 عاماً من العبودية» عام 2013، ثلاثة أفلام سينمائية للمخرج البريطاني ستيف ماكوين، كانت كافية بأن تضعه على قائمة المخرجين المتميزين في عالم الفن السابع، حتى حاز الأوسكار قبل 5 سنوات بفيلمه الشهير «12 عاماً من العبودية»، ليعود هذا العام بفيلمه الرابع الجديد Widows – «أرامل»، الذي يعرض حالياً في صالات السينما المحلية، والذي استضاف مهرجان تورنتو السينمائي الثالث والأربعين عرضه العالمي الأول، ويجمع من خلاله نخبة من نجوم هوليوود، ليقدم نوعية جديدة من أفلام الجريمة في قالب درامي مشوق.
يشارك في بطولة الفيلم فيولا ديفيس وميشيل رودريجيز وإليزابيث ديبيكي وسينثيا إيريفو وليام نيسون وكولن فاريل.. ودانييل كالويا بطل الفيلم الشهير «Get out»، المرشح للأوسكار، ويروي الفيلم قصة 3 أرامل- تنضم إليهن رابعة مع تسلسل الأحداث - قُتل أزواجهن في عملية سطو، فيتعرضن لضائقة مالية، وبسبب دين مليوني دولار لأحد السياسيين، يجدن أنفسهن أمام خيار واحد وهو الاتفاق على عملية سطو، نتيجة وضعهن المالي.

اتحاد نسائي
كتب ماكوين السيناريو الخاص للفيلم بمشاركة جيليان فلين، استناداً إلى مسلسل بريطاني عرض عام 1983 بالعنوان نفسه، برغم الاختلافات في بناء القصة، ليصيغا نصاً مختلف عن نوعية أعمال ماكوين وأفلام السرقة التي قدمت في السابق، مثل ocean›s 8 الذي قدمه أيضاً مجموعة من النساء، حيث أخذ من أفلام السرقات الخط الدرامي العام.

وضع مادي
شخصيات الأرامل الثلاث الرئيسة جئن من خلفيات مختلفة تماماً، تقودهن المرأة القوية «فيرونيكا رولينز» التي لعبت دورها فيولا دافيز، حيث كانت تعيش أجمل قصة مع زوجها «هاري» اللص المحترف، ولعب دوره ليام نيسون، والذي يقتل خلال مشاركته مع فريقه في سطو مسلح، تصدت له الشرطة، وأثناء إطلاق النيران حدث انفجار هائل، أدى إلى مقتل الجميع، والزوجة «ليندا» التي جسدتها ميشيل رودريجيز، التي قامر زوجها قبل وفاته بمتجر ملابسها وخسره، والشابة المنتمية لما يسمى النفايات البيضاء «أليس» التي أدتها إليزابيث ديبيكي، حيث تدفعها أمها بعد وفاة زوجها للعمل في أماكن غير مشروعة من أجل مصروفات الجامعة، فكل واحدة منهن لا تشبه الأخرى في الحياة العملية أو العائلية، لكنهن يلتقين جميعاً في نقطة واحدة، وهي تحسين وضعهن المادي، من خلال أحداث في مدينة شيكاغو المعاصرة خلال فترة مشوبة بالاضطراب، حيث لا يستسلمن لوضعهن الحالي، وتتآمرن من أجل صياغة حياتهن بشروط خاصة.

خبرة كافية
الممتع في القصة أن هؤلاء النساء لا تمتن لعالم الإجرام بصلة، وليس لديهن الخبرة الكافية لتنفيذ عملية سطو، لكن صعوبات حياتهن بسبب وضعهن المادي، يجعلهن يسعين وراء عملية سطو مسلح، لسرقة 5 ملايين دولار، لتسديد ديونهن وعيش حياة هنيئة، فيتدربن على استخدام السلاح ويفكرن في مخططات إجرامية، ما يجعلهن يقعن في أخطاء فادحة، لكن يستطعن الخروج من كل مأزق يتعرضن له.